ربي ألهمني :- صبـــرا ً فأنتَ المُعين ُ

تروي على لسانها حقيقة ما عانتهُ سنواتٍ طِوال
مُعاناة أم أرملة / مُعاناة أم تجرعت كأس الألم من تلك َ الوجوه
حتى تُلبي إحتياجات هؤلاء الأطفال

عندما توفي زوجي لم يعد لي أحد في هذهِ الدُنيا , أصبحت موحشه
فلا أم ولا أب ولا أخ ولا أُخت , من رحل هو أبي وأمي وجمييع
من أحب تركني وحيدة ً كلا , لم اكن وحيدة ً عفواً بل ترك على عاتقي
أطفال صغار , الأكبر منهم عمرهُ لا يتجاوز الـ 5 سنوات والآخر 3 سنوات وطفلة ٌ لا يتجاوز عُمرها السنتان , كُنتُ خائفة ً أن يأتي هذا اليوم
لأنني غريبة ٌ جئت مع زوجي لأكمل ما تبقى من شبابي معه لأنهُ كانَ يُحبُني كثيراً ويحب أطفاله , النوم لم يعد تِلك الوسيلة التي أحتاجُها للراحة
لا ليلي ليل , ولا نهاري , نهار أصبح القلق نوبة تنتابُني كُل دقيقة وثانية
لا أعرف كيف أصرف على هؤلاء الأطفال .
ومازال ذلك اليوم عالقاً في ذهني إلى هذا اليوم عندما أستوقفني طفلي ذو الثلاث سنوات , فقال لي بِكُل براءة ٍ : أمي متى يعودُ أبي لقد غاب َ عنا طويلاً لماذا لم يعُد
تساقطت الدموعُ من عيناي فقلت بإرتباكٍ شديد : يا بُني إن والدك رحل بعيداً لا يستطيع الرجوع الآن ولكنهُ قال لي بأنه ُ مُشتاق لرؤيتكم وهو يُحِبكم جميعاً .
أحسست بأن الدُنيا ضاقت في عيناي والكون أصبح َ مُعتِماً لقد مرت علينا
أيامٌ مأساوية ٌ حقاً يوماً لا أجد ما أطعِمهُ لأطفالي , ويوماً يمرض أحدهم فلا أجد من يُساعدني على نقله للمُستشفى وهكذا الحال
وفي يوماً من الأيام أنهارت قواي فلم أعد تحمل الوضع , ذهبت لإحدى الجمعيات الخيرية النسائية وعدوني كثيراً وطلبوا مني الإنتظار ما يُقارب الشهر ولكن دون جدوى , لقد منوني بأمنياتٍ كاذبة .
حتى في يوم ذهبت إلى إحدى مراكز حقوق الإنسان وأيضاً فعلوا مثلما فعلوا بي الجمعيات الخيريه
فكُنت كل يوم في الثلث الأخير من الليل أدعي الله وأتحسب على من لم يهتموا لشأني , حتى أتى ذلك اليوم الذي أتى الله بذلك الرجل الصالح
الذي قال لي بأنه ُ سيأويني ويأوي أطفال اليتامى , وأصبح كُل شهر
يضع لي ظرف بجانب الباب وفيه مبلغ زهيد من المال ما يقارب الـ 2500 ريال شهريا ً حمدت الله حمدا ً كثيرا ً الذي سخر لي هذا الرجل الذي لولا الله ثُم لولاه لما تيسرت أموري , ولكنني لم أتوقف إلى هذا الحد ذهبت إلى أماكن عدة وقدمت شكوى على من يدعوون بأنهم أصحاب الأيادي البيضاء
مع الأسف الشديد الفئه هذهِ من الناس ليس لديهم أدنى الحقوق
إلى متى نستغيث وما من مُجيب .